أنا أعاني من الوهم، أي أني أختلق أفكاراً غير موجودة، وبعيدة عن عالم الواقع، وأحدث بها نفسي ولم أستطع التخلص منها، مع أني حاولت مراراً وتكراراً البعد عنها ولكن دون جدوى.
حديث النفس في سن المراهقة: بين الخيال والواقع
يُعد حديث النفس أمرًا شائعًا جداً في مرحلة المراهقة، وهي فترة تتسم بالنمو والتغيرات النفسية والعقلية. ويأخذ حديث النفس أشكالًا متعددة، فقد يكون تخيّلًا لأحداث وأشياء والعيش في تفاصيلها، أو توهمًا لأمور غير واقعية والتفكير فيها بإفراط.
من الطبيعي أن يصاحب هذه المرحلة شيء من الخيال، بل قد يكون مفيدًا في تنمية الطموح وتحفيز التطلع للمستقبل. ولكن، حين يتجاوز الخيال حدوده ويبدأ في السيطرة على وقت الإنسان وتفكيره بشكل مبالغ فيه، فقد يتحول إلى مصدر ضرر.
يصبح الأمر مقلقًا إذا استغرق الشخص وقتًا طويلاً في العيش داخل الخيال والأوهام، وبدأ ذلك يؤثر سلبًا على حياته اليومية: كالتراجع الدراسي، أو الانعزال الاجتماعي، أو اضطراب علاقاته الأسرية. عند هذه النقطة، يُعتبر الأمر بحاجة إلى تدخل.
كيف يمكن التعامل مع هذه الحالة؟
-
تجنُّب العزلة: عادةً ما يظهر حديث النفس بشكل واضح عندما يكون الشخص بمفرده، لذا من الأفضل تقليل أوقات الانفراد الطويلة.
-
تنظيم الوقت: تقسيم اليوم إلى أوقات مخصصة للدراسة، وأوقات للترفيه، يساعد في كسر حلقة التفكير المفرط.
-
ممارسة الهوايات الحركية: خاصة الرياضة مثل المشي اليومي، فهي تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر.
-
الاندماج الاجتماعي: المشاركة في الأنشطة الاجتماعية يعزز من التواصل ويقلل من الانسحاب الذهني إلى الأوهام.
-
تقنية "قف": عند ملاحظة الغرق في التفكير، يمكن ترديد كلمة "قف، قف، قف" داخليًا لتشتيت التركيز وإيقاف سيل الأفكار.
وإذا لم تُجدِ هذه الخطوات نفعًا، فمن الأفضل مراجعة طبيب نفسي مختص، لإجراء تقييم شامل وفحص الحالة العقلية، والتأكد من عدم وجود اضطراب نفسي يتطلب علاجًا دوائيًا.